قد تنسى أحيانا أين وضعت مفاتيح سيارتك أو عنوان أقرب صديق لك، وإذا كنت تقلق من تكرار النسيان فهو يعتبر فى بعض الأحيان نعمة من الله.
خاصة عندما تفقد قريبا لك، ولولا نعمة النسيان ما ودعت أحزانك أبدا، ولكن المقلق لك عندما يتكرر نسيان أشياء كثيرة حولك ومواعيدك، مما يسبب لك إزعاجا شديدا.
فكيف نعالج النسيان المزعج الذى يجعلنا فى حرج أمام أصدقائنا أحيانا؟
يجيب الدكتور عبد الهادى، مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا:
لأن كثيرًا من الناس يشكون من الحرج البالغ الذى يمكن أن يسببه لهم ضعف الذاكرة أو النسيان الدائم، لدرجة أن هذه الشكوى أصبحت شبه عامة فى كل المراحل العمرية.
ولم تعد قاصرة فقط على كبار السن أو المصابين ببعض الأمراض.
مثل الزهايمر أو الشيخوخة، فمن منا لا ينسى فى بعض الأحيان تليفونه المحمول أو نظارته الطبية أو ينسى اسم شخص معروف لديه تماما.
ولكنه لا يستحضره لحظة لقائه والسلام عليه، كم من المرات نمسك نوتة التليفون لكى نستخرج رقما لشخص ما ونظل نقلب فيها ويتوه عن البال تماما اسم الشخص الذى نبحث عنه؟!
ولفهم أسباب ما يحدث ينبغى أن نفهم أن الذاكرة عملية ذهنية معقدة تتدخل فى سلامتها عوامل كثيرة ومركز الذاكرة يقع فى المخ فى منطقة الهيبوكامبوس أو فرس البحر.
كما يطلق عليه، التى تتصل بالقشرة المخية والطبقة الخارجية من المادة الرمادية المسئولة عن الوظائف العليا بالمخ.
ويؤكد الدكتور مصباح أن الذاكرة تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية، أولها مرحلة تخزين المعلومة.
وعندما نتحدث عن التخزين ينبغى أن نفهم أن التركيز أثناء استيعاب المعلومة يعد من أهم العوامل التى تساعد على تصنيف المعلومة ووضعها فى الملف الصحيح فى بنك الذاكرة من أجل الدخول إلى المرحلة الثانية.
وهى مرحلة تخزين المعلومة والاحتفاظ بها ثم مراجعتها من أجل تحويلها من الذاكرة المؤقتة إلى الذاكرة الدائمة، وذلك لكى ندخل إلى المرحلة الثالثة، وهى مرحلة الاستدعاء أو الاسترجاع للمعلومة المختزنة عندما نحتاج إليها.
ومن خلال ذلك نستطيع أن نوضح أن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر على قوة الذاكرة، منها على سبيل المثال القلق والتوتر وعدم التركيز والاكتئاب والحزن الشديدين والتسرع والغضب والتشويش وبعض المواد الكيميائية والأدوية.
مثل الكحول والنيكوتين والعقاقير المنبهة والمهدئات ومضادات الأكسدة والمسكنات بكثرة والتلوث ببعض المعادن الثقيلة التى تلوث الأكل والشرب فى بعض الأحيان.
وأيضا من خلال تلوث الجو والبيئة مثل الرصاص والزئبق والألومنيوم والليثيوم الذى يؤدى إلى تصلب الشرايين ونقص كمية الدم والجلوكوز الواصل للمخ، بسبب عدم ممارسة الرياضة الذهنية والجسدية لأن المخ والخلايا العصبية تخضع لمبدأ الاستخدام أو الانعدام مثلها مثل كل أعضاء الجسم.
والشىء المثير حقا أن العلماء توصلوا إلى نوع من البروتين يسمى "بى كى إم" له دور مهم فى تحسين الذاكرة، حيث يقوى من اتصال النهايات والتفرعات العصبية مما يساعد على تقوية الذاكرة.
ويرى الدكتور عبد الهادى أن المخ البشرى أعظم كمبيوتر مخلوق على وجه الأرض، بشرط أن نحسن استخدامه وتنظيمه وأن نحميه من الفيروسات المختلفة التى يمكن أن تؤثر على ادائة وعلى المعلومات المحفوظة بداخله.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع